مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات يعقد اللقاء الأول للجنة العلمية في مشروع موسوعة الفقه السياسي الإسلامي وأعضائها مع الباحثين
عقد مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات، يوم الأربعاء الموافق 6 أكتوبر/تشرين الأول 2021، لقاء بين رئيس اللجنة العلمية في موسوعة الفقه السياسي الإسلامي البروفيسور عبد المجيد النجار وأعضائها الأربعة، وبين الباحثين الذين تم اختيارهم مؤخراً، للتعرف على آلية العمل والتواصل مع المنسقين لإنجاز الأبحاث العلمية.
واستعرض البروفيسور عبد المجيد النجار أهمية مشروع الموسوعة في ظل ما تعيشه الأمة العربية والإسلامية عامة، والفكر الإسلامي خاصة، اليوم، من مشكلات عديدة جعلت الفقه السياسي من بين العلوم الإسلامية الأكثر ضعفاً، مع وجود ثغرة في المكتبة السياسية الإسلامية من حيث المعلومات وتوافر المصادر بطريقة منهجية علمية منضبطة.
وأكد البروفيسور النجار أن الهدف من الموسوعة هو إبراز العلم السياسي الإسلامي وتطويره، مضيفاً: “كل يوم في منطقتنا العربية والإسلامية نرى الكثير من الأمور التي تتعلق بشؤون الحكم وموقع من يريد أن يحكم بخلفية إسلامية في هذه المشاكل”.
وأشار إلى أن البحوث التي ستقدم هي ذات طبيعة خاصة وليست مرسلة أو أكاديمية أو حتى شخصية، وإنما تندرج ضمن موسوعة علمية، ولغاية معينة، تمتاز بالدقة الفائقة والاختصار، بحيث تكون متاحة لا للأكاديميين والمختصين فقط وإنما لكل مهتم بمجالات العمل السياسي.
وشدد رئيس اللجنة العلمية في مشروع موسوعة الفقه السياسي الإسلامي على أهمية الالتزام بالمحددات والضوابط التي وضعها القائمون على المشروع، ومن أهمها دليل الباحث، وهو ما يقتضي نوعاً من المرونة والتنازل عما نريد أحياناً لأجل نجاح المشروع.
وذكر أنه تم اعتماد خمسة محاور أساسية في مشروع الموسوعة لإنجاز الأبحاث وفقاً لها، وهي: “الدولة ووظائفها”، والثاني: “الرأي العام والمجتمع المدني”، والثالث: “المفاهيم السياسية المؤسسة”، والرابع: “الحكومة وسلطاتها”، أما الأخير فهو: “المعارضة والعلاقات والقوانين الدولية”.
بدوره أكد البروفيسور طيبي غماري، مسؤول محور المفاهيم السياسية المؤسسة، أن الباحثين الذين تم اختيارهم للعمل في مشروع الموسوعة لديهم تنوع مميز في الخبرات المعرفية، وتفاوت في خبرات الكتابة والتحرير، إلى جانب القناعات الأيديولوجية سواء في المجموعة البحثية أو حتى اللجنة العلمية.
وأضاف البروفيسور غماري: “إن الخصوصيات المتميزة بالتنوع والفوائد تتعارض مع خصوصية البحوث الموسوعية التي تتميز بالتناسق والوحدة والتقارب، لذلك نحن أمام رهان هام جداً يتمثل في كيفية توحيد هذه الخصوصيات المتنوعة بالنسبة للباحثين حتى تصب في إنجاز نص متناسق وموحد وبأسلوب متقارب تقريباً”.
وتابع: “لتجاوز هذا التعارض بين خصوصيات الباحثين وخصوصيات البحوث الموسوعية المتسمة بالوحدة، نحن- اللجنة العلمية والباحثين- ملتزمون بالاحترافية في التعامل مع كل بحوث الموسوعة، والالتزام بالدليل الموحد للموسوعة، ونتخلى عن كل الخصوصيات الخاصة بكل باحث”.
ودعا مسؤول محور المفاهيم السياسية المؤسسة الباحثين إلى ضرورة التحلي بالموضوعية، التي تفرض التخلي عن الآراء الشخصية والالتزام بالأصالة والإبداع، موضحاً أن “الاحتراف مسألة ضرورية من أجل نص متناسق، لأننا بصدد الحديث عن عدد هائل من المداخل، وذلك يفرض علينا أن ننجز نصوصاً متناسقة”.
في الموضوع نفسه، قال الدكتور أحمد الزعبي، مسؤول محور الدولة ووظائفها: “إن المهمة الأساسية لدينا هي التشاور والتنسيق لأجل الوصول إلى أحسن صيغة لهذه الموسوعة، وسد الثغرة في الفكر السياسي الإسلامي”.
ودعا إلى مراعاة وجود نسق موحد في المنهج والموضوع لدى الباحثين، والالتزام الدقيق بما جاء في دليل الباحث الخاص بمشروع الموسوعة، إلى جانب التحلي بالصرامة البحثية والأكاديمية، والالتزام بالمواصفات المنهجية والشكلية.
وتابع الدكتور الزعبي قائلاً: “إذا استطعنا العودة إلى الطبعات الأولى من المصادر والمراجع فذلك يعطي قيمة إضافية للموسوعة، ومن ثم فإن منهجية البحث، ومسألة إنجاز البحث على أساس الكلية والإجمال والشمول، تندرج تحتها التفاصيل الجزئية وما يبنى عليها، والترتيب المنطقي والتسلسل التاريخي والمنهجي، فضلاً عن الابتعاد عن اللغة الصعبة، واعتماد لغة سهلة منضبطة”.
من ناحية أخرى نوهت الدكتورة هبة رؤوف عزت، مسؤولة محور المعارضة والعلاقات والقوانين الدولية، بأهمية وجود مجموعة من الكلمات المفتاحية في موضوع البحث، أبرزها النية، حيث لا بد من الإخلاص في عمل موسوعي ضخم سيكون له ما بعده، ويكون أثره واسعاً في أوساط عديدة، ليس فقط في الخبراء والعلماء وإنما في الشباب أيضاً الذين لديهم أسئلة ويريدون إجابات.
أما الأمر الثاني فيكمن في دليل الباحث، والأمانة والاستقامة، مع الأخذ بالحسبان أهمية العلم والتوسع في زوايا أخرى لدى الباحثين عند الكتابة عن بحث جديد، مضيفة: “من المهم الرجوع إلى رسائل الماجستير والدكتوراه، وقد أصبحت متوافرة في منطقتنا العربية على قاعدة البيانات، وهذا سيسهل على الباحث الوصول إلى المعلومات ومصادرها، إلى جانب التعاون من الناحية الموضوعية واستعراض عدد من المفاهيم بما يخدم الباحث وموضوعه”.
وفي الموضوع نفسه أشار الدكتور أحمد قطران، مسؤول محور الرأي العام والمجتمع المدني، إلى أهمية موضوع العلاقة بين اللجنة العلمية والباحثين، حيث إن الموسوعة ستكون بمنزلة البيت الجامع لجميع الباحثين واللجان المشرفة.
وأضاف الدكتور قطران قائلاً: “لا بد للباحث أن يتصل اتصالاً مباشراً مع المنسق، وعلاقة الباحث باللجنة العلمية علاقة تعاونية تكاملية تفاعلية سريعة الاستجابة، لأن الفريقين معنيان بإنجاز قلب الموسوعة، وهو القلب العلمي”.
وفي ختام اللقاء، الذي اتسم بالتفاعل والمشاركة من حيث الأسئلة والاستفسارات التي دارت بين رئيس الهيئة العلمية لمشروع موسوعة الفقه السياسي الإسلامي وأعضائها مع الباحثين المشاركين حول العديد من المفاهيم التي من المفترض الانطلاق منها وفقاً لدليل الباحث، دعا البروفيسور عبد المجيد النجار إلى الانطلاق لبدء كتابة الأبحاث بعد اختيار المواضيع مع المنسقين لها، مشيراً في الوقت نفسه إلى تجديد اللقاءات كل حين مع الباحثين وأعضاء اللجنة.
والجدير ذكره أن مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات قد عقد، يوم الجمعة الموافق 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021، اللقاء الأول للباحثين في مشروع موسوعة الفقه السياسي الإسلامي بحضور رئيس الهيئة الاستشارية للمشروع، مستشار المركز، البروفيسور سيف الدين عبد الفتاح، الذي هدف إلى التعريف بالمشروع ورؤيته التأسيسية، والمنهجيات المعتمدة للعمل في المشروع.