المنهجية العلمية

توطئة

إنّ البحوث التي سترد في هذه الموسوعة هي بحوث ذات خصوصية وليست بحوثاً مرسلة مثل بقية البحوث العامّة. وتقوم هذه الخصوصية على أمرين أساسيين:

الأول أنها بحوث تعدّ لتدرج ضمن موسوعة علمية، ومن خصائص الموسوعات أن تكون البحوث فيها مختصرة في حجمها، تقوم على نظرة عامّة ولكنّها شاملة لموضوع البحث، دون إغراق في التفاصيل والجزئيات، وتتّصف بالوضوح في لغتها ومحتواها، وبالترتيب المنطقي في بنائها ومفاصلها وعناوينها، وبالتوثيق الدقيق لمقتبساتها ومنقولاتها وإشاراتها، هادفة في كلّ ذلك إلى أن تكون مدخلاً لموضوع البحث، تساعد الباحثين على الرجوع إليه والتعمّق فيه، وترشدهم إلى مراجعه ومصادره.

الثاني أنها بحوث تدرج في موسوعة للمصطلحات والمواضيع السياسية التي وردت في الفقه السياسي من التراث الإسلامي، وهو ما يجعلها بحوثاً مؤطّرة بحقل معرفي محدّد هو حقل التراث الإسلامي في القسم المخصّص منه للفقه السياسي في جميع مظانّه، المباشرة وغير المباشرة، وفي مصادره المؤسّسة؛ قرآناً وسنّة، وفي تحقّقاته في الواقع، وإذا ما خرجت البحوث عن هذا الحقل فبصفة محدودة للمقارنة أو لبيان ما عسى أن يكون من تأثّر أو تأثير.

وبناء على هذه الخصوصية فإننا نقدّر أن تكون هذه البحوث جارية على النحو التالي:

 

1-البناء الهيكلي للبحث
 

أولاً: القضايا السياسية الكبرى:

ويبنى فيها البحث على العناصر التالية:

  • مقدّمة تمهيدية مختصرة للتعريف بالقضية وأهميتها.
  • ذكر القضية في القرآن والسنة.
  • مراحل تطور القضية في الفقه السياسي.
  • ذكر القضية في كتب التراث، وخاصة ما تميز منها بالريادة والابتكار.
  • التفرعات والمعاني والعناصر التي يتضمنها موضوع البحث.
  • المقارنة مع المواضيع والمصطلحات المشابه في الفقه الدستوري الوضعي السائد اليوم.
  • الإشكالات المتعلقة بالقضية إن وجدت.
  • إيراد قائمة بأهمّ المراجع والمصادر التي تفيد الباحث في موضوع البحث.
  • الكلمات المفتاحية.

 

ثانيا: المفاهيم السياسية الكبرى:

ويبنى فيها البحث على العناصر التالية:

  • مقدّمة تمهيدية مختصرة للتعريف بالمفهوم وأهميتها.
  • ذكر المفهوم في القرآن والسنة.
  • مراحل تطور المفهوم في الفقه السياسي.
  • ذكر المفهوم في كتب التراث، وخاصة ما تميز منها بالريادة والابتكار.
  • التفرعات والمعاني والعناصر التي يتضمنها موضوع البحث.
  • المقارنة مع المواضيع والمصطلحات المشابه في الفقه الدستوري الوضعي السائد اليوم.
  • الإشكالات المتعلقة بالمفهوم إن وجدت.
  • إيراد قائمة بأهمّ المراجع والمصادر التي تفيد الباحث في موضوع البحث.
  • الكلمات المفتاحية.

 

ثالثاً: الأعلام

ويبنى فيها البحث على العناصر التالية

  • التعريف بالعَلَم.
  • سيرته (أساتذته وتلامذته ومدرسته الفكرية).
  • نبذة مختصرة عن مؤلفاته في مجال الفقه السياسي الإسلامي.
  • أهم آراءه السياسية
  • إيراد قائمة بأهمّ المراجع والمصادر التي تفيد الباحث في موضوع البحث.
  • الكلمات المفتاحية.                                                                                  

 

رابعاً: الفرق والمذاهب:

ويبنى فيها البحث على العناصر التالية:

  1. التعريف بالمذهب والفرقة.
  2. النشأ والتطور.
  3. أهم الأفكار التي يمثلها.
  4. أهم المنتمين للفرقة مع إشارة لإسهاماتهم.
  5. إسهام الفرقة في مسائل الإمامة والشأن السياسي.
  6. المقارنة في الأفكار إذا لزم الأمر.
  7. إيراد قائمة بأهمّ المراجع والمصادر التي تفيد الباحث في موضوع البحث.
  8. الكلمات المفتاحية.

 

خامساً: الكتاب

ويبنى فيها البحث على العناصر التالية:

  1. التعريف بمؤلف الكتاب.
  2. الأفكار المختلفة للكتاب.
  3. مكانة الكتاب في الفكر السياسي الإسلامي.
  4. تقديم رؤية نقدية لأفكار الكتاب.
  5. الكلمات المفتاحية


 

 

2-منهجية البحث

تقوم منهجية البحث على الأسس التالية:

  • ينجز البحث على أساس الكلّية والإجمال والشمول لجميع جوانب الموضوع، ويُتلافى الإغراق في التفاصيل والجزئيات بحيث يخرج القارئ بتصوّر عامّ ولكنّه دقيق عن الموضوع، يمكّنه من الانتقال بنفسه إلى التعمّق في بحثه والوصول إلى الجزئيات والتفاصيل فيه.
  • ترتّب عناصر الموضوع ترتيباً منطقياً متسلسلاً، مع إدراج الجزئي منها في الكلي تحقيقاً للوضوح الذي تتطلّبه بحوث الموسوعات.
  • تعتمد لغة البحث البساطة والدقّة والوضوح وسلاسة الأسلوب، فالموسوعات يؤمّها المهتمّون من كلّ الطبقات؛ طلاباً وباحثين وأكاديميين، فينبغي أن يجد فيها الجميع يسراً في الاستفادة منها.
  • لما كانت طبيعة البحث في الموسوعات أن تكون مدخلاً للتعمّق والتوسّع فإنّ ذلك يقتضي أن يكون التوثيق دقيقاً فيما يستشهد به أو يحال عليه أو يشار إليه، ولما كانت طبيعة هذه الموسوعة أنّها موسوعة تراثية بالأساس فإنّ هذا يقتضي أن تكون الاستشهادات والاقتباسات والإحالات موسّعة في بحوث هذه الموسوعة، تذكيراً بأنّ الفكرة الأولى التي انطلق منها الإعداد للموسوعة هي إدراج النصوص التراثية في الموادّ المقرّرة بأعيانها، والاكتفاء بذلك عن التحرير.
  • لأنّ القضايا التراثية المتعلّقة بالسياسة الشرعية مبثوثة في أكثر من حقل من حقول التراث فإنّ ذلك يقتضي أن تكون المراجع التي يعتمدها البحث شاملة لكلّ المظانّ؛ من المؤلّفات المباشرة في السياسة الشرعية، إلى المؤلّفات في علم الكلام، إلى التفاسير، إلى المؤلّفات الاقتصادية (كتب الخراج والأموال مثلاً)، وذلك من غير استبعاد للبحوث الحديثة في ذات المواضيع.
  • حتى لا يكون البحث نظرياً بحتاً، وفي سبيل مزيد من الإفادة، ينبغي-فيما نقدّر-أن يقع التعرّض للصيرورة العملية لموضوع البحث في الواقع السياسي للمسلمين من حيث مدى ما تحقّق ممّا وقع عرضه نظرياً في الواقع الذي جرت به السياسة في التاريخ السياسي للمسلمين، والتعليق على ذلك المصير في أسبابه وآثاره.

 

3-الاستشهاد والاقتباس

لأنّ من الأهداف الأساسية للموسوعة فتح الباب للباحثين للتوسّع في المواضيع المدرجة والتعمّق فيها فإنّ هذا يقتضي أن يذيّل كلّ بحث بقائمة في المراجع والمصادر التي تفيد الباحث في ذلك، سواء ورد الاقتباس منها والإشارة إليها في صلب البحث أم لم يرد، وتدرج ضمن هذه القائمة المصادر والمراجع الأهمّ في موضوع البحث، ونقدّر أن يكون متوسّط ما يدرج في هذه القائمة على الأقلّ عشرة من المراجع والمصادر في كلّ بحث.

 

4-المراجع

 تنفتح الموسوعة على المراجع كافة، مع إعطاء أولوية للمؤلفات العربية التي يعدها أصحاب التخصص مصادر أساسية في الفقه السياسي الإسلامي.

عدم استبعاد المصادر غير العربية، بل ترى إدارة الموسوعة ضرورة الاستفادة من هذه المصادر، خاصة أنه لا يمكن في عصر الانفتاح الراهن الثقافي الاكتفاء بلغة واحدة، أو الاستغناء عما يكتب في اللغات الأجنبية عن الفكر الإسلامي.

أن يكون التعامل مع البحوث السابقة) اقتباساً أو تلخيصاً (واضحاً وموثقاً ومختصراً.

الإحالة الواضحة إلى أصول المصادر والمراجع.

أن تكون إضافة الباحث وآراؤه الشخصية (شرحاً أو نقداً) واضحة، مع الإنصاف والابتعاد عن التعصب.

تعتمد الموسوعة أسلوب الإحالات المتقاطعة، وذلك منعاً للتكرار، بحيث يركز الباحث على موضوع واحد محدد ثم يحيل المسائل الجانبية إلى المداخل الأخرى في داخل الموسوعة.

 

5-حجم الأبحاث

مع الاختلاف في أهمّية المواضيع المدرجة في الموسوعة فإنّ البحوث التي تتناولها نقدّر أنها تكون في متوسّطها بين عشر صفحات وخمس عشرة صفحة (بين 3000 و5000 كلمة تقريباً)، ووفق هذا يمكن أن يكون حجم الموسوعة أكثر من سبعة مجلدات، كلّ منها يكون في 500 – 600 صفحة.

6-الترتيب

 مداخل الموسوعة مرتبة ترتيباً معجمياً، وفقاً للحرف الأول من كل كلمة؛ مع عدم اعتبار (الـ) التعريف، فنثبت مثلاً: حسبة، وزارة، بيعة، وذلك عوضاً عن الحسبة، الوزارة، البيعة. أما في حالة أسماء الأعلام فيحذف ما يلحق بالأسماء مثل أبو، وابن، وولد، وآل، ولكن يثبت اسم الشهرة أو تاريخ الوفاة بين معقوفتين، مثلاً: محمد بن جرير (الطبري، ت310هـ).

الاهتمام بترتيب المادة حسب مقاييس خاصة تتبع في الترتيب؛ مثل الأقدمية الزمنية أو الشيوع أو المراجع… إلخ.

زر الذهاب إلى الأعلى